vendredi 2 avril 2010

صمت

اللغة ذاك السياط العلقم اللذي يسوسنا كلّنا بلا استثناء ، تكون احيانا ملاذ العاشقين ، الكادحين ، الساخطين ، المؤمنين ، الكافرين ، الانبياء والقديسين ، والأرباب كلّهم ، على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم وتطلعاتهم ومشاريعهم وتكون دائما زنزانة الصامتين عن قصد ـ المتمرغين في وحل الوهم اليوميّ ، المولين بظهورهم لدنياهم ، التائبين عن الرؤيا بعين الروح والقلب معا ، الصمت موت بطىء جدّا ينخر الحياة كلها ، فلا نحن نعيش ولا نحيا بل نذبل بالرّغم من كلّ الزخرف اللذي يحيط بنا وبالرغم من كل الهتافات المعتلّة واللافتات المعلّقة والنشرات الرئيسيّة للانباء واضرابات الجوع المعلنة والمخفيّة والاحباطات اللتي لا تنتهي والفرح الدائم اللذي يسوّق له كسلعة رخيصة